الصبر
مفتاح الفرج
(( كثير من حالات الفشل في الحياه كانت لأشخاص لم يدركو كم كانوا قريبين من النجاح عندما أقدموا علي الاستسلام ))
في عام 1809 وفي قريه صغيره علي بعد اربع مائه ميل من باريس ولد لويس برايل
وكان عنده عينين جميلتين يحسده عليهما الناس وكان شديد الذكاء وعنده حب استطلاع كبير . وكان ابوه يصنع سروج الخيل واللجام وذات مره طلب من والده ان يتعلم واخذ قطعه جلد كبيره ومسمار كبير واخذ يطرق علي الارض حتي ان المسمار افلت من يده وجرحت عينيه جرحا عميقا واخذ يبكي ويصرخ من الالم
وفقد الابصار بعينيه اليمني ولما بلغ الثلاث سنوات اصاب عينيه اليمني التهاب واصبح كفيفا تماما
ومرت الايام وهو يسأل نفسه لماذا يحدث لي هذا ولماذا انا بالذات
ومرت الايام وأرسله والده لتعلم العزف فتعلمه بسرعه واصبح ماهرا جدا فيه وعند الثامنه كان مشهورا جدا في باريس
وعند العاشره ارسله والده للدراسه في المعهد القومي للعميان وكانت طريقه التدريس هي بالحروف المعدنيه الكبيره
وهو كان يري ان هذه العمليه غير جيده لأن الحروف كانت كبيره جدا وثقيله وحاول ان يعملها من الجلد ولكن واجهته صعوبات كبيره
ومرت الايام واصبح مدرسا في المعهد وذات يوم وهو جالس في المقهي
سمع شخصا يقول ان واحدا من ضباط الجيش الفرنسي اكتشف طريقه للاتصال الصامت بالجنود التابعين لوحدته وكان يستعمل جلدا مدموغا بأشكال ورموز اتفق عليها
فقفز لويس من الفرحه وقال " وجدتها .. وجدتها "
وخلال اسبوع تقابل مع هذا الطابط وعرف منه هذه الطريقه وهي استعمال 12 نقطه تدل علي حروف وكلمات معينه
وبدأ لويس برايل في العمل وفي عام 1829 نجح في تكوين حروف الكتابه بأستخدام 6 نقاط فقط وبدأ بتجربتها واستخدامها في المعهد
وحاول مرارا نشر الفكره وتقديمها رسميا ولكنه كان دائما يقابل بالرفض
وفي احد الايام كانت احدي تلميذاته تقوم بالعزف في احدي اكبر المسارح في باريس واعجب الحاضرون بها بشده وقامو للتصفيق والتحيه لها
فاقتربت من الجمهور وقالت " لست أنا الذي استحق كل هذا التقدير ولكن الذي يستحقه هو الرجل الذي علمني عن طريق اكتشافه الخارق وهو الان يرقد في فراش المرض وحيدا منزويا بعيدا عن الجميع "
فقامت الدنيا والجرائد تدافع عنه وعن مشروعه حتي وافقت عليها الحكومه الفرنسيه وجري اصدقائه اليه ليبلغوه بالخبر السعيد وقال لهم والدموع تملأ عينيه
" لقد بكيت ثلاث مرات في حياتي اولها عندما فقدت بصري والثانيه عندما اكتشفت طريقه حروف الكتابه وهذه هي المره الثالثه وهذا يعني ان حياتي لم تذهب هباء"
وفي عام 1852 توفي برايل بمرض السرطان ولم يتعد عمره 43 عام
والان دعني اسالك كم مره استسلمت فيها لعدم كفايه الصبر
هل تعلم احد توقف عن المحاولات بعد ان قطع اشواط طويله بسبب قله الصبر ؟
وفي ذالك يقول كارينجي " الانسان الذي يمكنه اتقان الصبر يمكنه اتقان اي شيئ اخر "
وماذا يريد الصابرون اكثر من قول الله تعالي "" وبشر الصابرين ""
لا تيأس فعاده ما يكون اخر مفتاح في مجموعه المفاتيح هو المناسب لفتح الباب
لا تنس دائما
عش كل لحظه كأنها اخر لحظه في حياتك .. عش بالايمان .. عش بالامل .. عش بالحب .. عش بالكفاح
وقدر قيمه الحياه
