انطباعات الأسبوع الثاني للدورى المصرى
كثيرون اعتبروا فوز الزمالك باللقب المحلي مسألة وقت فقط ، و هي في ذات الوقت هزيمة طبيعية لأن الفريق الذي لعب بالأبيض لم يقدم ما يشفع له حتى بالتعادل ، و لم يقدم الزمالك بعد الربع ساعة الأولى أي شئ له علاقة بكرة القدم من قريب أو بعيد ، و يهمني هنا أن أذكّر برأيي حول صفقات الزمالك الجديدة ، و هي التي جعلت الفريق مكتملاً جداً داخل الملعب ، توقعت وقتها أن يكمن الضعف الزملكاوي خارج الخطوط ، ضعف فني ممثل في السويسري المتواضع دوكاستال ، مع ضعف اداري يلوح في الأفق عبر صراع قضائي أزلي بين مرتضى منصور و ممدوح عباس ، و كلها نقاط ضعف ستكبل كفي المنطق الكروي ، و ستذيب الفوارق بين حازم امام و أحمد غانم سلطان ، و ستجعل الفارق صفراً بين أحمد حسام و محمد المرسي!
أخطأ الزمالك اليوم مرتين ، مرة عندما فشل في استغلال اهتزاز الخط الخلفي و ارتعاش حارس مرمى للفريق البترولي مع البداية النموذجية بهدف في أول ثواني اللقاء ، و مرة أخرى عندما لجأ دوكاستال الى "فزاعة" أحمد حسام لحسم اللقاء ، أغلب الظن أن السويسري "الطيب" اعتقد أن الدفع بمهاجم ميدلسبروه السابق سيجبر لاعبي بتروجيت على الرعب ، و هي فرضية طبيعية لو كان هناك اعداد لمهاجم الزمالك الجديد ، مختار مختار نفسه راهن على لاعب اخر يمر بظروف مشابهه و لم يشارك منذ أكثر من خمسة أشهر ، ذاك اللاعب الذي شارك بفاعلية في أحداث اللقاء و سجل هدف الفوز و أهدر ثلاثة فرص تهديفية أصعب من ركلة الجزاء التي أهدردها ميدو ، و الفارق بين مردودي الفرضيتين يكشف لنا الفارق بين الفكر الأوروبي الذي لجأ اليه المصري مختار مختار ، و الفكر المصري الذي لجأ اليه السويسري دوكاستال!
لا نريد من أحد أن يضخم من هزيمة الزمالك ، لأنها جائت أمام فريق قوي و خصم عنيد يبدو أنه في الطريق لمفاجات مماثلة مع كبار اخرين في مسابقة الدوري المصري هذا العام ، كما أعتقد أن بطل الدوري هذا الموسم سينال خمسة هزائم على الأقل من منافسيه المباشرين على اللقب المحلي الأغلى هذا العام ، و مازال من المبكر جداً الجزم بانقطاع حظوظ الزمالك في المنافسه ، المهم هنا أن يجيبنا محمود سعد عن الطريقة التي يعامل بها ميدو في الفريق ، اذا كان انضمام ميدو للزمالك من أجل لعب كرة القدم فهذا أمر جيد و سيعود على الفريق بالخير ، أمَا اذا كانت العودة من أجل رئاسة نادي الزمالك عبر الملعب ، فهذا يعني أن هزيمة اليوم لن تكون اخر الهزائم!
في الأهلي مازال كل شئ تحت الاختبار ، البدري و اللاعبون و الخطة و الجماهير ، أيام الأهلي الصعبة ستبدأ منذ الأسبوع المقبل في مواجهة رد الاعتبار أمام حرس الحدود ، فالفوز على أنقاض فريق مثل المحلة و اخر مكافح كاتحاد الشرطة ليس كافياً لاقناع الغالبية العظمى من الجماهير المصرية بمردود الفريق الفني ، و ان كانت مكاسب الأهلي من المباراتين قد فاقت الوصف أو التصور ، استطاع الأهلي أن يداري "عورة" الدفاع بضم الدولي المؤثر شريف عبدالفضيل ، كما أقنع أحمد عادل عبدالمنعم كثيرين بقدرته على حماية مرمى الأحمر ، مع استعادة أحمد حسن لمستواه الرائع في وسط الملعب ، بالشكل الذي أكد للكثيرين أن أحمد حسن ولد من جديد مع حسام البدري ، هذه الأسماء الثلاثة بجانب عودة بركات و متعب و فرانسيس بجوار أبوتريكة و معوض و جلبرتو من الممكن أن تلقي بكلمتها حول المنافسه أمام الحرس الأحد المقبل!
في الاسماعيلي الفوضى هي سيد الموقف ، كنت أتعشم أن ينجح نصر أبوالحسن في مخططه الاحترافي و سياسته التسويقية التي ستغير كثيراً من وضع الاسماعيلي المالي ، تمنيت أن يلحق الاسماعيلي بقطار المميزين في الدوري المصري حتى لا يعطي الفرصة لمن أزعجهم التعاون الأهلاوي الاسماعيلاوي لكي يسممون الأجواء الربيعية بين مناصري الفريقين ، الاسماعيلي حالياً يمر بنفس المرحلة التي مر بها الأهلي في دورتي الزيتون و ويمبلي ، مدير فني جديد و خطة جديدة و لاعبون جدد و أعمدة غائبة ، مع الوقت سيعود الاسماعيلي و سينجح أبوالحسن في قيادة الاسماعيلية الى بر الامان ، خاصة أن هزيمته من انبي ينطبق عليها نفس ما قيل عن هزيمة الزمالك أمام بتروجيت في البداية!
المنصورة تبدع بالمغمورين و القادمين من الظلام ، "عادتها و لا هتشتريها؟!" ، فريق المنصورة الحالي أعادني خمسة عشر عاماً الى الخلف ، الى زمن عز الرجال و عبد الظاهر السقا و محمد كمونة و داود نصر و أيمن محب و تامر بجاتو ، ابراهيم مجاهد يخوض تجربة مماثلة مع عناصر مميزة كمحمود أبوالسعود و الساعي و موافي ، المهم أن يستمر الفريق في الظلام الذي جاء منه ، و ألا تفسد الأضواء فرحة أبناء الدقهلية بفريق العاصمة الأول لديهم!
غزل المحلة حجز تذكرته الهبوط هذا الموسم مبكراً جداً ، المصري و الاتحاد لن ينافسا على القمة كما لن يصارعا على الهبوط ، ملايين عائلة ساويرس في الجونة لا تكفي لصناعة فريق كرة قدم حقيقي ، و مواجهتهم المقبلة أمام انبي ستحسم الجدل حول مستقبل هذا الفريق ، الجيش و بترول أسيوط و المقاولون العرب أسماء سيهبط منها اثنين بصحبة غزل المحلة الى المجهول ...!