نظرة تاريخية
تغريب التعليم في مصر
الأستعمارالبريطانى وعلاقته بفشل التعليم فى مصر
سسبب تدهور التعليم هى سياسة اللورد كرومر
القس دانلوب وتغريب التعليم في مصر ولد "دانلوب" في اسكتلندا 1860 م وتخرج من القسم اللاهوتي في إحدى كلياتها وجاء إلى مصر مبشرًا 1889 م وسعى لدى "كرومر" حتى عين مدرسًا للغة الإنجليزية في مدرسة المهندسخانة . ويعد "دانلوب" واضع المخطط الأساسي لتغريب التعليم والتربية وإقصاء الإسلام عن برامج التعليم في المدرسة المصرية، باعتبار أنّ التعليم والتربية لها أكبر الأثر في مخطط التغريب والشعوبية والتبشير والاستشراق إن لم تكن هي جوهر هدف الاستعمار الأساسي. وقد قام "دانلوب" بدور كبير في تعميق مخطط التغريب وهدم مقومات الفكر الإسلامي وكان أبرز ما عمل له: نزع اعتقاد الشباب المسلم في القرآن وكان مذهبه (متى توارى القرآن ومدينة مكة من بلاد العرب يمكننا حينئذ أن نرى العربي يتدرج في سبيل الحضارة .لفت دانلوب نظر "كرومر" فدفعه إلى العمل في نظارة المعارف فما زال يترقى بها حتى أصبح مسيطرًا سيطرة تامة على شئون التربية والتعليم.
وكانت أبرز أعمال دانلوب:
1- العمل على محاربة اللغة العربية والإسلام والأزهر، لذلك عمل على اضطهاد معلمي اللغة العربية من الأزهريين.
2- نشر لواء اللغة الإنجليزية وتأهيلها للسيطرة الكاملة على كل شئون التعليم، وبذلك أمكنه القضاء على نفوذ اللغة العربية
وممّا يذكر أنّه كان يسافر كل صيف إلى بريطانيا ثم يعود في أول العام الدراسي وقد استقدم معه عدًا كبيرًا من الإنجليز حملة الشهادات الأهلية ، وكانت أبرز كتابات هؤلاء المدرسين الكراهية للغة العربية والعداء للحرية ومحاولة تحطيم آمال الأمة العربية وتغريب التلاميذ واتهام تاريخ العرب والمسلمين وإثارة الشكوك حوله واتهام الحضارة الإسلامية العربية بالاتهامات المختلفة، وذلك لخلق شعور عام بكراهية هذه الأمجاد والنفور منها والسخرية بها، وكانوا يطعنون روح الوطنية في الشباب والقضاء على حماستهم وتهديدهم، وكانوا يصفون الأمة بأنّّها نصف متحضرة وقد داسوا على كل عاطفة وطنية واضطهدوا كل شاب أظهر ميلاً أو عاطفة نحو دين أو وطن وأنشئوا نظامًا من التجسس في المدارس يطاردون به الشباب الوطني، وكان محرمًا على كل أستاذ مصري أن يتحدث عن تاريخ مصر أو تاريخ الإسلام بما يبرز عظمة أمتنا وكان أهم ما يقال إذ ذاك أن مصر بلد زراعي وأنّها ظلت محتلة طوال تاريخها بالفرس والرومان والأتراك والعرب، وأنّها لن تحكم نفسها أبدًا وأنّ جيشها قد هزم في التل الكبير وأنّ الجنود المصريين ذبحوا ليلة 14 سبتمبر 1882 م التي كانت قمرية كما يذبح الخراف.
وفي ظل هذه الفترة التي قضاها "دانلوب" في وزارة المعارف وقد امتدت إلى عام 1930 م الكاملة للتعليم على النحو الذي استمر ، وكان هدف هذا المخطط أساسًا هو تغريب ثقافتنا ومحاولة تدمير شخصيتنا العربية وإحالتها إلى مزيج مضطرب من نتف الثقافات المختلفة ومحاولة التشكيك في عظمة تراثنا الفكري وأمجادنا العربية وتاريخنا الباهر الحافل بالمواقف الخالدة .
وتلـك هى سـياسـة التعلـيم حالـيا"
ﺇعداد
عبد العزيز حلمى/آداب تاريخ