ملكة الاحزان المديرة العامة
عدد الرسائل : 2879 العمر : 35 الموقع : www.malket-elahzan.yoo7.com مزاجى : البلد : شكرا : 2 تاريخ التسجيل : 03/08/2008
| موضوع: نكسة يونيو 1967م الأربعاء أكتوبر 29, 2008 12:32 am | |
| نكسة يونيو 1967م تمهيد : ان حرب 5 يونيو 1967أو الأيام الستة كما يدعوها الاسرائيليون هي الحرب التي يتمنى العرب أن يمحوها من ذاكرتهم ، وهي ذكرى لا تضيع، تتجدد كل عام، تحمل الى نفوسنا مرارة الهزيمة، والدروس التي نجمت عنها، والآثار التي بقيت منها.
والعودة الى ذلك التاريخ تأتي من رغبة في تأكيد الحقائق التي ظهرت خلال هذه السنوات، وكشفت عن طبيعة الصراع العربي ـ الاسرائيلي، وأطماع الصهيونية التوسعية. لم يكن عدوان يونيو 1967 هو العدوان الأول على مصر منذ قيام دولة اسرائيل، فقد سبقه مشاركتها مع بريطانيا وفرنسا في العدوان الثلاثي عام 1956 واحتلالها سيناء لمدة ستة أشهر تقريبا، وهو أمر يظهر النوايا العدوانية للدولة التي أقحمت على المنطقة، ويظهر أيضا سيادة المتطرفين على أمور الحكم فيها. واذا كانت الظروف قد أجبرت اسرائيل على الانسحاب من مصر في مارس 1957 نتيجة اصرار الشعب المصري على المقاومة، وانذار بولجانين رئيس الحكومة السوفياتية للحكومات المعتدية، وضغط الرئيس الاميركي ايزنهاور على المعتدين بهدف وراثة المصالح البريطانية والفرنسية في المنطقة، فإن الموقف اختلف في عدوان 1967 الذي انفردت اسرائيل بالقيام به متعاونة مع الولايات المتحدة.
مقـدمات الحــرب وأسبابها: حتى نفهم الأحداث التي تسارعت خلال النصف الأول من عام 1967م، وأدت بالتالي إلى حرب مدمرة للجيوش العربية في مصر وسوريا والأردن، واحتلت إسرائيل بموجبها كامل سيناء والضفة الغربية وغزة والجولان.. لابد لنا من العودة قليلاً إلى الوراء.. أولاً- في أعقاب حرب السويس أو العدوان الثلاثي الذي وقع على مصر، والذي اضطرت فيها إسرائيل – أمام ضغط الإنذار الأمريكي – للانسحاب من سيناء التي احتلتها، فإنها لم تخرج بدون مكاسب.. هذه المكاسب كانت تتجلى في مرابطة قوات دولية على الأرض المصرية وفتح مضائق العقبة للملاحة الإسرائيلية. لقد كان وجود القوات الدولية على أرض سيناء، وفتح الممرات المائية أمام إسرائيل والضمانات السرية التي أعطيت للأمريكان بتجميد الصراع مع إسرائيل لمدة عشر سنوات والقمح الأمريكي الذي يتدفق على مصر باسم السلام وصداقة الشعوب، مما يحرج زعامة عبد الناصر قائد الثورة المصرية والجماهير العربية. كان عبد الناصر يتحين الفرصة لإزالة هذا العار الذي لحق به منذ حرب السويس.. خاصة وأنه كان يحتفل سنوياً بعيد النصر، أي انتصاره على قوات إسرائيل وفرنسا وبريطانيا في حرب السويس. ثانياً- بعد سقوط الوحدة السورية المصرية شعر عبد الناصر بسقوط زعامته، ولهذا فقد كان يفتش عن انتصارات أخرى تعوضه عن هذا السقوط، وجد بعض ضالته في انقلاب اليمن 1962م ، ولكن نظره لم يتجاوز سوريا وفلسطين.. فقد كانت زعامته مرتبطة بهما. ثالثاً- فجاة... وجدها عبد الناصر فألقى خطاباً حذر فيه الأمة العربية من الكارثة التي تتعرض لها.. فقد أنهت إسرائيل أعمالها في تحويل مياه نهر الأردن لإرواء النقب.. وهذا العمل الذي سيمكن إسرائيل من استقدام المزيد من المهاجرين اليهود يعتبر تحدياً سافراً لمقررات الجامعة العربية التي تؤكد تصميم العرب على وقف التحويل بالقوة.. ولهذا فإنه يدعو الحكام والملوك والرؤساء العرب للتشاور جميعاً حول الموقف الواجب اتخاذه تجاه إسرائيل. وانعقد مؤتمر القمة الأول في القاهرة عام 1963م والثاني في الإسكندرية.. وهناك اتفقت كلمتهم على مواجهة التحدي الإسرائيلي بالمبادرة فوراً بتحويل روافد نهر الأردن. في سوريا ولبنان.. وهو حق من حقوق سيادة الدول في مياهها الإقليمية. وأعلنت إسرائيل أن هذا العمل هو عدوان على حقوق إسرائيل في المياه.. وأنه عمل عدواني.. وبالفعل قامت بضرب الآلات التي تعمل بالمشروع وعطلتها. فماذا كانت ردة الفعل العربية؟ كانت عبارة عن الدعوة إلى مؤتمر قمة جديد في الدار البيضاء أهم مقرراته: 1- التضامن العربي، أي التعايش السلمي بين الأنظمة المختلفة. 2- قرار سري بتحديد وقت استكمال الخطة العربية العسكرية، والوصول إلى مركز القوة للردع، ثم الانتقال إلى مركز التصدي والتعرض. وكانت المدة المقررة لذلك هي ثلاث سنين. 3- خلال ذلك يتم تحاشي إعطاء المبرر لإسرائيل، وعليه فقد اتفقوا على ضرورة الحد من أعمال التسلل. رابعاً- من المستجدات على الساحة العربية والتي يمكن اعتبارها سبباً رئيساً في حرب 5 يونيو 1967م كان بروز منظمة العاصفة التابعة لمنظمة فتح الفدائية التي بدأت بشن غاراتها على إٍسرائيل منذ أوائل عام 1964م، وهذه العمليات هي التي تسببت في الهجوم الإسرائيلي على قرية السموع في 13 نوفمبر 1966م، ومهاجمة سوريا في 7 أبريل 1967م والتهديد باحتلالها. ومنظمة فتح لم تكن تثق بحكومات الدول العربية التي كانت بنظرها حكومات متآمرة على القضية الفلسطينية.. كما أن حكام هذه الدول كانوا يحاولون استغلال وتحطيم هذه النبتة الجديدة المزعجة. خامساً- في أواخر سنة 1964م بدأت العلاقات المصرية الأمريكية بالتدهور وخاصة بعد قيام مصر بغارات على المملكة العربية السعودية بسبب الحرب في اليمن، وإسقاط طائرة أمريكية خاصة فوق الأراضي المصرية، وخطاب عبد الناصر الذي قال فيه للأمريكيين: اشربوا ماء البحر، ومنها النغمة الجديدة التي بدأت تتصاعد من مؤتمرات القمة العربية.. والعمل على تحويل روافد نهر الأردن وتشكيل القيادة العربية الموحدة في محاولة للتصدي لإسرائيل. والخلاصة إن هذه الأسباب الخمسة: 1- رغبة عبد الناصر لأسباب كثيرة في إغلاق المضائق. 2- محاولة عبد الناصر التخلص من آثار الانفصال عن سوريا بنصر سياسي جديد. 3- قرار تحويل روافد نهر الأردن. 4- قيام منظمة فتح. 5- تدهور العلاقات المصرية الأمريكية. هي التي استغلتها إسرائيل، واعتبرتها فرصة العمر، وكان نظرها وأحلامها تطيف بالقدس والضفة الغربية أو يهودا والسامرة كما كانت تسميها.
كما أن عبدالناصر لم يكن يتصور أن الحرب قادمة بالفعل، بل كان يتصور أنه يدير معركة سياسية سينهيها دون الوصول الى مواجهة عسكرية، وأن مجرد الحشد العسكري في سيناء كاف لكبح جماح اسرائيل بناء على تجربة مشابهة عام 1960. وكان مايزال يعتقد أن فرصة الحرب بعيدة لأن الولايات المتحدة والأمم المتحدة لن تدعها تقع ، فقد قال في حديث للصحافي الفرنسي الجنسية المصري الأصل ايريك رولو نشرته صحيفة «لوموند» يوم 19 فبراير (شباط) 1970 «لم أرد شن الحرب سنة 1967 والقادة الاسرائيليون يعرفون ذلك جيدا، لم يكن في نيتي اقفال خليج العقبة بوجه السفن الاسرائيلية، لم أطلب الى يوثانت أن يسحب قوات الأمم المتحدة من غزة وشرم الشيخ.. الا أن أمين عام الأمم المتحدة قرر ـ بناء على نصيحة موظف اميركي كبير في المنطقة ـ سحب جميع هذه القوات ليضعني في موقف المجبر على ارسال القوات المصرية الى شرم الشيخ واقامة الحصار وهكذا وقعنا في الفخ الذي نصب لنا»(1).وحتى اسحق رابين الذي كان رئيسا لأركان جيش الدفاع الاسرائيلي اعترف لاحقا "بأن عبدالناصر لم يكن يرغب بالحرب"(2). ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1): أحمد حمروش- حقائق عدوان 5 يونيو 1967- جريدة الشرق الاوسط -الثلاثـاء 24 ربيـع الاول 1423 هـ 4 يونيو 2002 العدد 8589 (2) : بثينة عبدالرحمن التكريتي – جمال عبدالناصر: نشأة وتطور الفكر الناصري- مركز دراسات الوحدة العربية – بيروت – 2000 م –ص290 . ودليل اخر على عدم رغبة عبد الناصرفي القتال أنه كان قد كلف زكريا محيي الدين بالسفر الى واشنطن يوم 7 يونيو لتسوية الموقف. كما لم يحسن عبدالناصر تقدير قوة اسرائيل العسكرية، وربما بالغ في تقدير القدرات العسكرية المصرية وفي الدعم الذي يمكن أن يقدمه الاتحاد السوفييتي والدول العربية، في الوقت الذي كانت فيه العلاقات العربية - العربية قد وصلت على مستوى من التفسخ لم تبلغه من قبل. كذلك أهملت القيادة السياسية الدور الخطير الذي يمكن أن تلعبه الولايات المتحدة، التي فتحت ترسانتها العسكرية لاسرائيل وأعلنت دعمها السافر لها. وتم حشد القوات المصرية في سيناء في ظل صخب اعلامي وخطب سياسية أدت الى الكشف عن أبعاد اللعبة السياسية المصرية، وأكدت لاسرائيل أن ما يجري في سيناء مجرد مظاهرة عسكرية غير منظمة، وأن التعامل مع هذا الحشد غير المنظم يعطي الفرصة للقضاء على القوات المصرية بأقل الجهد والخسائر. وأخيرا فقد انعكس صراع السلطة على الاستقرار الداخلي في مصر، وكان النظام يعاني انفصالا كاملا بين صناعة القرار السياسي والتزامات الموقف العسكري، أي بين المسؤوليات السياسية والمسؤوليات العسكرية. وقد بدأ هذا الشرخ بعد الانفصال واستمر واستفحل أثناء حرب اليمن الى أن تجلى في أسوا صوره أثناء الأحداث الخطيرة التي جرت خلال شهري مايو ويونيو 1967 وبالعودة للحديث عن مقدمات العدوان الغاشم، فقد برزت خلال سنوات ما قبل العدوان مطامع إسرائيل في ضم الأراضي العربية المجردة من السلاح إليها، وهي الأراضي الواقعة شمال فلسطين. كما أن إسرائيل بدأت تحويل مياه روافد نهر الأردن إليها بقوة السلاح والاعتداءات المتتالية ضد المزارعين السوريين، وزيادة حجم التحديات ضد القوات السورية واتخاذ مجموعة من التدابير العسكرية. وشهد شهر مارس 1967م تفاقما في التوتر الحاصل بين اسرائيل وسوريا منذ سنوات بسبب ذلك ، وفي نفس العام وجه رئيس الحكومة السوفيتية اليكسي كوسيغين تحذرا الى عبدالناصر عبر مبعوثه السادات الذي كان في زيارة لموسكو آنذاك مفاده ان اسرائيل تتهيأ للقيام بهجوم واسع النطاق ضذ سوريا ثم تتابعت التحذيرات السوفيتية ول أحد يعلم ما الذي دفع السوفييت الى هذه القناعة ، الا أن هذا التصرف دلل من دون ريب على أنه فشل استخباراتي سوفيتي.(1) وبعد المعركة الجوية ببين سوريا واسرائيل في ابريل عام 1967م والتي أسقطت خلالها اسرائيل ست طائرات سورية خلال دقائق . واتهام سوريا ومنظمة التحرير الفلسطينية جمال عبد الناصر بالتهرب اقتنع عبد الناصر بأن اسرائيل كانت مصممة على مهاجمة سوريا فطلب في 16 مايو 1967 من السكرتير العام للآمم المتحدة يوثانت أن يسحب قوات الطوارئ التابعة للآمم المتحدة ، وفي 18 مايو أعلن يوثانت أن جميع القوات التابعة للآمم المتحدة المتمركزة في مصر سوف تسحب . وفي 22 مايو أقفلت مصر مضائق تيران. وأعلن عبد الناصر أنه إذا أرادت إسرائيل الحرب فلتتفضل، وفي اليوم التالي 23 مايو أعلن أشكول في الكنيست أن منع الملاحة في المضائق يعتبر عملاً عسكرياً. وفي مساء اليوم نفسه أعلن جونسون الرئيس الأمريكي أن إقفال المضائق يعتبر عملاً غير قانوني.ثم توجه في 26 مايو وزير الخارجية الاسرائيلي أبا إيبان إلى البنتاغون، حيث أبلغه القادة العسكريون هناك، أن "الإسرائيلييين سوف يكسبون المعركة بسرعة". وكان مائير عميت، مدير المخابرات الإسرائيلية، قد تلقى انطباعاً بأنه "إذا تصرفت إسرائيل من تلفاء نفسها وحقّقت انتصاراً حاسماً، فلن ينـزعج أحد في واشنطن من ذلك". وبالتالي، فقد تجسّد الموقف الأمريكي في نقطتين حاسمتين: الأولى: عدم تكرار خطأ العدوان الثلاثي لعام 56، كي لا يتم تدويل النـزاع وتحويله إلى قضية عالمية صاخبة. الثانية: تقديم الدعم العسكري والسياسي لإسرائيل، والضمان بعدم إرغامها على التخلي عن الأراضي المحتلة، كما حدث في هدنة عام 1957، إلا في ظل شروط أميركية ـ إسرائيلية مشتركة وقاسية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ (1) : سعيد أبوالريش – جمال عبدالناصر آخر العرب –مركز دراسات الوحدة العربية – بيروت -2005 - -ص331. وقد أعلن عبدالناصر في نفس اليوم أنه إذا قامت إسرائيل بعمل عدواني ضد أية دولة عربية فإن حربنا معها ستكون شاملة هدفنا تطهير الوطن المحتل. واتهم الولايات المتحدة بأنها العدو الأكبر وأن بريطانيا تبع ذليل لها. في هذه الأثناء طالب الرئيس الأمريكي عبد الناصر بضبط النفس وعدم المبادرة بالعدوان. وفي الساعة الثالثة والنصف من صباح اليوم التالي حمل السفير السوفياتي في القاهرة رسالة مماثلة من كوسسيجين رئيس وزراء الاتحاد السوفياتي إلى الرئيس المصري.
أما يوثانت الذي زار القاهرة فقد أعلن أن مصر لن تكون البادئة بالعدوان وأنها ترغب في إعادة لجنة الهدنة المشتركة التي كانت قائمة قبل عدوان السويس. ولكن الاشارة الأكبر الى أن الحرب أصبحت محتمة كانت وصول الملك حسين فجأة إلى القاهرة في 30 مايو، ووقع مع مصر معاهدة دفاع مشترك.فردت إسرائيلعلى تلك الخطوة المصرية – الأدرنية باعلانالتعبئة العامة في 2 يونيو وانضم موشي ديان إلى الوزارة الإسرائيلية كوزير للدفاع ، وفي 4 يونيو أكد السفير العراقي للحكومة الأردنية أن معلومات مؤكدة وصلت إلى الاستخبارات العسكرية العراقية تؤكد أن إسرائيل ستشن هجومها يوم 5 يونيو. ولقد أبلغ الملك حسين ذلك للرئيس عبد الناصر في اليوم نفسه. ولكن مصر لم تتبنى سياسة الضربة الأولى وذلك في ضوء نصيحتين قدمتا لها : واحدة من الدارة الأمريكية بأن اسرائيل لن تهاجم ، والثانية من الاتحاد السوفيتي تحذره من بدء الهجوم ، وعلى كل حال فان شمس بدران وزير الدفاع المصري كان في موسكو قبل اندلاع الحرب بفترة وجيزة وقد أبلغ عبدالناصر بأن الاتحاد السوفيتي
يقف بصلابة خلفه وسواء كانت اشارة بدران كذبة من عنده أو بناء على سوء فهم لما أبلغ من قبل القادة السوفيات فات ذلك بقي غير معروف حتى هذه الأيام .(1) وبتاريخ 5 يونيو 1967م أيدت جريدة نيويورك تايمز ماجاء على لسان عبدالناصر من اتهامات للولايات المتحدة من أن الحكومة الأمريكية قد-مت للاسرائيليين صورا عن مواقع القوات الجوية المصرية كانت قد التقطتها عبر أقمارها الصناعية ( | |
|
المشاعر الدافئة عضو مبدع
عدد الرسائل : 266 العمر : 42 البلد : شكرا : 0 تاريخ التسجيل : 02/09/2008
| موضوع: رد: نكسة يونيو 1967م الخميس أكتوبر 30, 2008 12:05 am | |
| | |
|