ملكة الاحزان المديرة العامة
عدد الرسائل : 2879 العمر : 35 الموقع : www.malket-elahzan.yoo7.com مزاجى : البلد : شكرا : 2 تاريخ التسجيل : 03/08/2008
| موضوع: صفحات من تاريخ المماليك في سوريا ومصر - القسم الثاني الأربعاء أكتوبر 29, 2008 1:22 am | |
| صفحات من تاريخ المماليك في سوريا ومصر (1260- 1517) الدكتور أنيس القيسي القسم الثاني
سلطنة معز الدين أيبك ما أن تولى المعز الدين أيبك العرش حتى وجد نفسه وجها لوجه أمام مشكلتين. الأولى خارجية تمثلت بتهديد الأيوبيين بغزو مصر، ومن ثم ظهور بوادر الخطر المغولي من الشرق. والثانية داخلية تمثلت بتمرد المماليك البحرية، وفي مقدمتهم شجر الدر، على حكمه. فكيف عالج هذه الأخطار والمشكلات؟
في البدء لجأ المماليك الى تدبير حيلة للتحايل على تحذير الأيوبيين، وكان أن أتوا بطفل صغير عمره ست سنوات من أبناء الأسرة الأيوبية، وهو الأشرف موسى، وأعلنوه شريكا لمعز الدين أيبك في الحكم. ولكن هذه الحيلة لم تنطلِ على الأيوبيين، وصمموا على قتال المماليك. وفي 2 شباط 1251 دارت معركة بين الطرفين في موقع (العباسة) انهزم فيها الأيوبيون وعادوا الى الشام. وكان لهذه المعركة اثر في توطيد حكم المماليك الذين مدوا نفوذهم بعد هذا الإنتصار الى غزة بفلسطين.
ومع ذلك، استمر العداء بين المماليك في مصر والأيوبيين في الشام وازداد عنفا بسبب ظهور خطر جديد بدأ يهدد العالم الإسلامي برمته، ألا وهو الخطر المغولي، مما تطلب توحيد الجهود ونبذ الخلافات لمواجهة العدو المشترك، لاسيما إن الخليفة العباسي المستعصم تدخل لحل هذا الخلاف من اجل مواجهة الخطر المحدق بالخلافة بحكم كونها اقرب للمغول. على هذا الأساس تم الصلح بين الطرفين في نيسان سنة 1253 شريطة أن يشغل المماليك المنطقة الممتدة من مصر حتى نهر الأردن بما فيها مناطق غزة والقدس ونابلس وساحل البحر، في حين يشغل الأيوبيون مناطق بلاد الشام الواقعة الى الشرق من نهر الأردن. وبهذا تمكن أيبك من معالجة الخطر الخارجي.
وفي الوقت الذي تمكن فيه أيبك من معالجة الأخطار الخارجية فإنه لم يتمكن من معالجة المشكلات الداخلية التي مر بها حكمه، ليس هذا فحسب وإنما راح ضحيتها أيضا. فبعد الإنتصار في معركتي المنصورة والعباسة شعر المماليك البحرية بأهميتهم وقوتهم فبدأوا بالتمادي على نفوذ أيبك وانتهاك حرمات الناس، وبلغ الأمر بهم أن فكروا بقتل أيبك نفسه، مما اضطره لقتل زعيمهم اقطاي. إزاء ذلك هرب نحو سبعمائة فارس منهم الى الشام، في مقدمتهم بيبرس البندقداري وسيف الدين قلاوون، ودخلوا في خدمة الأيوبيين في الشام.
ولكن المشكلة الداخلية الكبرى التي واجهت معز الدين أيبك وأدت بالنهاية الى مقتله جاءت من زوجته شجر الدر. ويبدو إن سبب الخلاف بين الزوجين ما توارد من أنباء عن نية أيبك الزواج من ابنة والي الموصل بدر الدين لؤلؤ، فما كان من شجر الدر إلا أن اتصلت بالناصر يوسف الأيوبي في الشام وأبلغته نيتها في قتل أيبك والتزوج به وتمليكه مصر في حال مساعدته إياها في التخلص منه. وعلى الرغم من إن هذا لم يُجب طلبها إلا إنها نفذت مؤامرتها عن طريق تحريض مجموعة من الخدم الذين قاموا بقتله وهو في الحمام، وأسهمت هي أيضا بقتله عندما أخذت ”تضربه بالقبقاب وهو يستغيث ويتضرع إليها حتى مات“. وبعد ثلاثة أيام فقط قام أتباع أيبك من المماليك بقتلها هي أيضا انتقاما لقتلها سيدهم. وكان ذلك في سنة 1257. وبذلك أصبح الجو خاليا من أيبك وشجر الدر معا وحدثت مرحلة فراغ سياسي في الحكم.
يتبع........... | |
|
المشاعر الدافئة عضو مبدع
عدد الرسائل : 266 العمر : 42 البلد : شكرا : 0 تاريخ التسجيل : 02/09/2008
| موضوع: رد: صفحات من تاريخ المماليك في سوريا ومصر - القسم الثاني الأربعاء أكتوبر 29, 2008 11:52 pm | |
| | |
|
خيوط الصباح عضو جديد
عدد الرسائل : 2 العمر : 46 البلد : شكرا : 0 تاريخ التسجيل : 20/02/2009
| موضوع: رد: صفحات من تاريخ المماليك في سوريا ومصر - القسم الثاني الجمعة فبراير 20, 2009 4:30 pm | |
| الى الدكتور أنيس المحترم : شكرا لجهودك الطيبة ولكن أود سؤالك عن تاريخ قيام الدولة الرسولية وسبب تسميتها بهذا الاسم وشكرا لك خيوط الصباح | |
|
انيس القيسي عضو جديد
عدد الرسائل : 1 العمر : 56 البلد : شكرا : 0 تاريخ التسجيل : 12/08/2009
| موضوع: رد: صفحات من تاريخ المماليك في سوريا ومصر - القسم الثاني الأربعاء أغسطس 12, 2009 2:36 pm | |
| الاخ (الاخت) العزيز/ة خيوط الصباح تحية طيبة، اليك هذا الموضوع الذي كتبته عن موضوع الدولة الرسولية ارجو ان تكون فيه اجولة وافية عن سؤالك... مع خالص تحياتي الدولة الرسولية في تعز (1229-1454)الدكتور أنيس القيسيبغداد ـ العراقامتداد الحكم الأيوبي إلى اليمن وانتقاله إلى الرسوليين (1173-1229)بعد أن تمكن السلطان صلاح الدين الأيوبي من توطيد سلطته في مصر ابتداءً من سنة 1173 على أنقاض الدولة الفاطمية، مدّ سلطته إلى الشام ليرث مملكة نور الدين الزنكي، الذي كان له الفضل الأول في ظهور الأسرة الأيوبية. ومع ذلك، أبقى صلاح الدين على ولائه للخلافة العباسية في بغداد، التي أعانته في إضفاء شرعية على طموحه في توسيع مملكته. وكان عليه أن يتابع جهاده ضد الصليبيين الذين ظهروا على مسرح الأحداث في الشام ومصر، والذي تُوِّج بإنتصاره على الصليبيين في معركة حطين الشهيرة سنة 1187 ـ وهو الحدث الرئيس في شهرة هذا القائد الأيوبي.ولكن يبدو إن طموح صلاح الدين الشخصي لم يتوقف عند هذا الحد، وإنما بدأ بالتفكير بتكوين مملكة واسعة تمتد حتى اليمن، وهذا هو الدافع الأول وراء تفكيره بضم اليمن إلى مملكته. أما الدافع الثاني لضمها فهو ما رُوي عن وجود مراسلات من بعض أهل اليمن تشكو من ولاتها وتطالبه بالقدوم إلى اليمن، وهو ما كان منسجما مع تطلعاته، فأرسل أخاه توران شاه إلى اليمن سنة 1173. ومما شجع ذلك إن اليمن كانت منقسمةً حينذاك على نفسها بين دول وقبائل تتصارع على السيادة والنفوذ، فأخذ الأيوبيون بسهولة أحياناً وببعض الصعوبات أحيانا أخرى يقضون على تلك الدول تباعا، فبدأوا بدولة بني مهدي في زبيد. بعد ذلك تحول الايوبيون للقضاء على دولة بني زريع في عدن وتعز وإب (التي كانت تسمى حينذاك مخلاف جعفر)، ثم تطلعوا للقضاء على سلطة بني حاتم في صنعاء، وفي الطريق واجهتهم قوات قبلية انتهت بالاتفاق على دفع إتاوة مجزية للأيوبيين. ثم توجه توران شاه للسيطرة على ما تبقى من مدن اليمن وحصونها، واختار أخيرا مدينة تعز مقرا لحكمه بعد نصيحة أطبائه له بأنها طيبة الهواء والمكان الذي يصلح لإقامته. أما باقي تاريخ الأيوبيين في اليمن الذي استمر لمدة (56) سنة فقد شهد حروبا بين ولاة الأيوبيين والخارجين عليهم أمثال الإمام الزيدي العلامة (عبد الله بن حمزة) الذي ظهر في الجوف وصعدة سنة 1187 وحاول الاستيلاء على صنعاء لتوطيد نفوذ الزيديين في اليمن مجددا، وهو ما كان الإمام أحمد بن سليمان قد حاول القيام به خلال تصدع الدولة الصليحية بعد وفاة الملكة أروى بنت أحمد الصليحي (حكمت بين سنتي 1099-1138). لكن وصول الأيوبيين إلى اليمن أعاق طموحات الإمام أحمد بن سليمان، فإضطر لمصالحتهم والاعتراف بنفوذهم، لاسيما بعد هزيمة جيوشه أمام الجيوش الأيوبية خلال المعارك التي حدثت بينهما. على أية حال، ما يهمنا من هذا الموضوع هو كيفية انتقال الحكم في اليمن من الأيوبيين إلى الرسوليين، وهو ما حصل خلال المرحلة المتأخرة من الحكم الأيوبي. فقد تمكن آخر الولاة الأيوبيين في اليمن هو (السلطان المسعود الأيوبي) من فرض هيبة الأيوبيين على مختلف القوى والمنافسين في اليمن. وبعد أن حقق ذلك عاد إلى مصر سنة 1223 لزيارة والده السلطان الأيوبي الكامل تاركا الأمير نور الدين عمر بن علي بن رسول نائباً له في اليمن. واستمر غياب السلطان المسعود الأيوبي في مصر أربع سنوات تمكن خلالها نائبه في اليمن وإخوته من السيطرة على الأمور في اليمن وتحقيق انتصارات مهمة على المنافسين، فخشي الايوبيون من تطلعهم إلى الاستقلال، فعاد السلطان الأيوبي المسعود إلى اليمن، ثم ما لبث أن تسلم ولاية الشام، فغادر اليمن سنة 1229 وولّى عليها صديقه نور الدين عمر بن علي بن رسول، وأوصاه بأن يستأثر لنفسه بالملك بعد موته. وفي طريقه إلى الشام مات السلطان مسعود في مكة، وهكذا مهد السبيل لظهور الدولة الرسولية في اليمن على يد مؤسسها نور الدين عمر بن علي بن رسول الذي تلقب بعدئذ ﺑ (المنصور). وتعد الدولة الرسولية من أشهر الكيانات السياسية التي حكمت اليمن خلال العصر الوسيط بعد أن انتقل الحكم إليها من الأيوبيين في سنة 1229 حتى نهاية حكمهم على يد الطاهريين في سنة 1454. وهنا سنحاول إلقاء الضوء على أهم المحاور التي تخص تاريخ هذه الدولة.سبب تسمية (الرسوليين)اكتسبت الأسرة تسميتها نسبةً إلى المدعو (محمد بن هارون) الذي دخل في خدمة احد الخلفاء العباسيين خلال القرن الثاني عشر الميلادي (ولا يُعرف حاليا مَن هو الخليفة المقصود تحديدا) الذي وثق به بسبب فصاحته وحكمته فضلا عن أمانته، فجعله رسوله إلى الشام ومصر، حتى اُطلق عليه لقب (رسول)، فاشتهر بهذا الاسم هو وعائلته من بعده. ثم استقر (رسول) هذا في مصر ودخل في خدمة الأيوبيين. وعندما دخلت مصر تحت حكم الأيوبيين استعانوا بالرسوليين واصطحبوهم معهم خلال حكمهم لليمن. ويُذكر إن توران شاه قد اصطحب معه خمسة من أبناء البيت الرسولي، من أبرزهم عمر بن علي الرسولي الذي حارب مع الأيوبيين في اليمن حتى انتقلت السلطة إليه على النحو الذي مر بنا.أصل الرسوليين يتفق معظم المؤرخين على إن الأسرة الرسولية تنتسب من حيث الأصل إلى الغساسنة، وهم فرع من قبيلة الأزد اليمانية، ولكنها فقدت هويتها العربية فيما بعد. وثمة خلطٌ في الوقت الحاضر بخصوص المعلومات التي تخص نسب الأسرة. ففي الوقت الذي يؤكد فيه البعض أصلهم العربي، يزعم آخرون إنهم من أصل تركي (في مقدمتهم المؤرخ جورج سمث المتخصص بتاريخ الدولة الرسولية([1])). ولكن الثابت إن أصل الرسوليين يرجع إلى الغساسنة (كما أسلفنا) التي انتقلت إلى شمالي شبه الجزيرة العربية بعد انهيار سد مأرب، وانتشروا في بلاد الشام. ولكن سبب الخلط في المعلومات عن أصل الرسوليين يرجع إلى إن احد أجداد الأسرة في عهد الخليفة الراشدي عمر بن الخطاب اعتنق الديانة المسيحية وذهب للعيش في بيزنطة. وفيما بعد، هاجر أولاده إلى أراضي التركمان واستقروا بين قبائلهم، ولاسيما قبيلة (المنجك)، وهي إحدى قبائل الأُغز التركية. وهناك تزاوجوا مع التركمان وتحدثوا لغتهم ففقدوا هويتهم العربية تدريجيا. ولم تنتقل الأسرة إلى العراق إلا في عهد (محمد بن هارون) المذكور آنفا. ومن هنا حصل الخلط بين المؤرخين وعلماء الأنساب بشأن أصل الرسوليين.امتداد الدولة ونفوذهاتعد الدولة الرسولية، التي اتخذت من (تعز) عاصمة لها، من أطول الكيانات السياسية عمرا في تاريخ اليمن الوسيط، إذ استمر حكمها قرنان وثلث القرن تقريبا، وحكمها (15) ملكا، أولهم نور الدين عمر بن علي وآخرهم المسعود الرسولي. ويرى بعض المؤرخين إن المؤيد الرسولي، منافس المسعود، هو آخر الملوك. ولكن كليهما انتهى حكمه في سنة 1454 على يد الطاهريين كما سنرى. وخلال هذه الحقبة الزمنية تمكن الرسوليون من توحيد اليمن تحت حكمهم، من حضرموت جنوبا حتى الحجاز شمالا (لمدة محدودة)، ودانت لهم القبائل والأسر الحاكمة، مثل الزيديين في (صعدة) وآل حاتم في صنعاء. وعموما، يمكن تقسيم تاريخ الدولة الرسولية على ثلاث مراحل: مرحلة التأسيس وتوطيد السلطة، ومرحلة القوة وبسط السيطرة، وأخيرا مرحلة الانهيار والسقوط.المرحلة الأولى: مرحلة التأسيس وتوطيد السلطة (1229-1321)بدأ الرسوليون، حال انتقال السلطة إليهم من الأيوبيين في سنة 1229، بخطوتين رئيسيتين كان الهدف منهما تثبيت حكمهم وتوطيد سيطرتهم على البلاد. وكما يأتي:الخطوة الأولى: إعلان تبعيتهم للخلافة العباسية في بغداد واستقلالهم عن الأيوبيين.كانت الخطوة الأولى التي لجأ إليها الرسوليون هي إعلان تبعيتهم للخلافة العباسية في بغداد منذ بداية حكمهم، فكانوا يخطبون للخليفة العباسي المستنصر بالله في خُطب الجمعة. وكان من نتيجة ذلك اعتراف الخلافة العباسية بسلطة الرسوليين رسميا في سنة 1235 (التي تعد البداية الحقيقية لتأسيس الدولة الرسولية)، إذ تلقى نور الدين عمر بن علي كتابا رسميا اعترف به الخليفة العباسي بسلطة الرسوليين واستقلالهم عن الأيوبيين. ولاشك إن الخلافة العباسية كانت في ذلك الوقت في حالة تداعي وانهيار وليس لها سوى الموافقة على الاستجابة لطلبات مَن لا يزال يرى في غطائها الروحي أهمية لتوطيد حكمه. وسبق للرسوليين أن أعلنوا استقلالهم عن الدولة الأيوبية في مصر في سنة 1232. وبهذا حكموا اليمن مباشرةً مع بقاء ولائهم لعاصمة الخلافة في بغداد.الخطوة الثانية: إخضاع الأسر الحاكمة في اليمن والقضاء على حركات التمرد فيهابعد أن حصل الرسوليون بتفويض رسمي من عاصمة الخلافة في بغداد بحكمهم، بدأوا أولى خطواتهم لبسط نفوذهم على أراضي اليمن وتوحيد أراضيه، من خلال القضاء على حركات التمرد وإخضاع الأسر الحاكمة المناوئة، وأبرزهم الزيديون في صعدة (شمالي صنعاء) وآل حاتم في صنعاء. وأهم حركات التمرد التي واجهها الرسوليون في عهد المظفر الرسولي (1249-1295)، هي: (1) تمرد الوالي الرسولي في صنعاء، و(2) وتمرد القوى الزيدية بزعامة الإمام المهدي من جهة ثم تمرد (الحمزات)([2])، وهم منافسو الإمام المهدي من جهة أخرى؛ و(3) وتمرد سلطان حضرموت سالم بن إدريس. وقد تمكن المظفر الرسولي من القضاء على حركات التمرد هذه كلها بطريقة أو بأخرى. فقد تمكن من القضاء على تمرد القوى الزيدية مثلا عن طريق تحالفه مع (الحمزات)، كما جهز حملات برية وبحرية ضد سالم بن إدريس انتهت بهزيمته ومن ثم مقتله.وفي عهد الملك المؤيد الرسولي الذي حكم نحو 25 سنة (1297-1321) تمكن الرسوليون من القضاء على حركات التمرد في مناطق (المخلاف السليماني) في تهامة، كما واجهوا تمرد الزيديين في مناطق الجبال أيضا. المرحلة الثانية: مرحلة القوة وبسط السيطرة (1321-1362)تشمل هذه المرحلة حكم المجاهد الرسولي الذي حكم 41 سنة (1321-1362). شهدت هذه المرحلة أقوى حركات التمرد من مختلف الأطراف، سواءً كانت من داخل الأسرة الرسولية نفسها أو من الجيش أو الطامحين في الاستقلال، مما اضطره للاستعانة بقوة من المماليك تحولت إلى وبال عليه فيما بعد. ومع ذلك، تعد هذه المرحلة من أهم مراحل تاريخ الدولة الرسولية، إذ شهدت اليمن وحدةً سياسية استمرت نحو قرن من الزمان وهيمنة لسلطة الدولة على معظم مناطق البلاد، بل ووصل النفوذ الرسولي في بعض الأحيان حتى الحجاز.ومع ذلك، شهدت السنوات الأخيرة من حكم المجاهد تصدعا في وحدة اليمن السياسية حينما تمكن جيل جديد من الأئمة الزيدية من بناء قوة جديدة في القسم الشمالي من اليمن مكّنتهم من السيطرة على ذلك القسم حتى ذمار واقتطاعه من جسم الدولة الرسولية خلال الثلث الأول من القرن الرابع عشر الميلادي، لتبدأ بعد ذلك أركان الوحدة اليمنية بالتقوض والانهيار تدريجيا.المرحلة الثالثة: مرحلة الانهيار والسقوط (1363-1454)بعد وفاة الملك المجاهد تعاقب على حكم الدولة الرسولية عدد من الملوك الذين اتسم تاريخ اليمن خلال حكمهم بالاضطرابات السياسية، بسبب حركات التمرد والصراع الداخلي على السلطة، مما تسبب في إضعاف الدولة وتمزيقها بين المتنافسين. وكانت آخر تلك الحروب هي تلك التي جرت بين الملك المسعود (1446-1454) وأخيه المظفر الثاني. وقد سبق للمسعود أن تمكن من إخضاع مناطق تهامة وعدن ليزحف منها إلى تعز لطرد الملك المظفر الثاني منها. وقد استغل مماليك تهامة الحرب بين المتنافسَين، ليشددوا قبضتهم على تهامة وينصّبوا (الأمير حسين بن الملك الظاهر) ملكاً للدولة ولقبوه ﺑ (المؤيد) في سنة 1451. وهكذا أصبح هناك ثلاثة ملوك رسوليون في وقت واحد (واحد في تهامة، والآخر في عدن ، والثالث في تعز)، يتنازعون على السيادة.شجع هذا الوضع منافسي الدولة الرسولية، الطاهريون، على الطمع في السلطة وطرد الرسوليين، فدخلوا عدن سنة 1454، واسروا الملك المؤيد، وهو آخر حكام الدولة الرسولية. أما بعض المؤرخين فيرى إن المسعود هو آخر ملك رسولي، بدعوى إن المؤيد لم يكن سوى منافس على السلطة. على أية حال، فقد انتهى كلاهما في سنة 1454 بدخول الطاهريين.([1]) G. R. Smith, “Rasūlids”, Encyclopaedia of Islam, Brill, 2ed, Vol. VIII, pp. 455-457. ([2]) وهم أبناء وأحفاد الإمام عبد الله بن حمزة الذين تطلق عليهم المصادر تسمية (الحمزات) بشكل عام. | |
|
sokr7oda مدير عام
عدد الرسائل : 1569 العمر : 40 الموقع : https://malket-elahzan.yoo7.com مزاجى : البلد : شكرا : -1 تاريخ التسجيل : 17/08/2008
| موضوع: رد: صفحات من تاريخ المماليك في سوريا ومصر - القسم الثاني الأربعاء أغسطس 12, 2009 3:13 pm | |
| شكرا ملكه للتوبيك وشكر للاخ انيس القيسى نتمنى امنك المزيد ولك خالص التحيه تقبلو تحياتى حودااااااا
| |
|