لأننا سرعان مانكبر

قبلَ عُمر،
كُنَّا صغارًا،
وُلدنَا ونحنُ نصرخ وكأنَّ الصراخَ دشَّنَ قدومناَ لحياةٍ لن تكونَ سهلة،

//

صبرَ أهلناَ كي نتعلّمَ أولَ النُّطق وكي يتأكدوا بأنناَ لن نكونَ "عاجزين عن الكلام" ...

فالعاجزُ عن النطقِ لن يكونَ أمرهُ سهلاً في هذه الدنيــا

//

ولأنَّناَ كنا نحبوُ كثيرًا على الأرض،
علّمونــا كيفَ نسيــر

خطــوة...
عثــرة...
سقـوط..

نهــوض...
خطــوة...

ثمَّ أخيرًا ... سرنــَا ...

وفرحَت من أجلنــاَ العيونُ التي كانتْ تراقبنــاً في لهفــة وحبّ ...

//

وبدلَ أن نرىَ الدنياَ عملاقــةً، صرناَ نراهاَ مثلنا، في طولنــا

//

وبدأناَ نخرجُ للعالـــم ...

نواجهُ الشمسَ والعواصف ...

والنــاسَ المارةَ من أمامنــا...

صرناَ مثلَ النــاس ...

دخلنــاَ المدرســة،
تعلمنــاَ الحروف، والأسامــي،
ومعنــى الكلام،

وباتَ الكبــارُ يعلمونناَ كيفَ ننطقُ الكلمات دونَ تأتأة ودونَ تشــويــه

//

وكبــرنــا أكثر،
وصرنــاَ طلابــا في الجامعــة،
نرىَ الدنياَ بعيونٍ أكبر وبعقول أعقــل،

ونجحنــا،
ودخلنــا غمــارَ الحيــاة،
ومُعتركَ الوجود الذي لا ينتهــي...

وأنجزنــا،
وصنعنـــا أشياءَ تطورت بهــاَ الحيــاة،

*

*

*

وكبرَ بناَ العمر

ولحقتْ السنينُ ببعضهــا

حتى غزانــا الشيب،

وفقدناَ من كانَ في الماضي يساندنــا

وبتْنــاَ نرىَ السنينَ والأعمالَ والعُمرَ مجردَ أشياءٍ لهاَ نهايــة

مجردَ "فقاقيــع"....