هل نحتاج في وقتنا الحالي إلى اعطاء دروس عن الاخلاق بداية من المنازل والمدارس وحتى الجامعه,بناءً على مناهج مبتكرة للأخلاق المتطورة حتى تجارياً ؟
وهل السلوك الأخلاقي وراثة أم هو حصيلة تدريب وممارسة لا تفكير ؟
وهل يكفي تنوير الفرد بطريق الخير والشر ونتركة ليعيش حياتة ؟
وهل الأخلاق تتجزأ فتصبح للفرد عدة أنواع من الاخلاقيات ,نوع يمارس في المنزل وآخر في العمل أو الشارع ؟
مع الآسف فإن الصراع الذي نعاني منة نتيجة واقع مختلف , نعيش متناقضاتة بين أفراد المجتمع , حتى اصبحت أفكارنا مشوشة من كثرة تعدد المبادىء والآراء والشخصيات .فهناك تحديات تظهر امامنا قد تكون صغيرة أو كبيرة , عامة أو خاصة , أحدثت خللاً وشرخاً في تعاملنا . فالتمييز بين الخير والشر من السهل جداً معرفتة , ولكن الحق والتصدي للظلم جزء من كرامة الإنسان . وهناك أمور قد تضر الغير , ولكن يجب أن تقال , لأن الساكت عن الحق شيطان أخرس ..
ولو سكت الإنسان قد يضر ويغبن , ولو تكلم فيها قد يظلم نفسة . ونقيس على ذلك العلاقة بين أفراد المجتمع , سواء كانت بين الزملاء والأصدقاء او الجيران , أو في العمل , أو العلاقات الاسرية , كلها تتحكم فيها سلوكياتنا حسب أهوائنا . فقد نتقبل موقفاً من شخص ونعذرة ونصفح عنه , ونفس الموقف قد نصدة من الآخر بدون وجه حق , مع أن أخلاقنا واحدة . فهل من الحكمة أن يكون الإنسان صادقاً في جميع المواقف والظروف , أم أن هناك أموراً تستدعي سترها أو تحويلها وتنميقها وتزوير بعض معالمها ؟
فمع أعترافنا بأن الكذب ممقوت وخصلة سيئة إلا اننا نمارسة في بعض الوقت , ومع يقيننا بأن المجاملة الزائدة عن الحد هي النفاق بعينة , الا أننا نمارسها في بعض الاحيان دون أن نعيها , لأن الموقف قد يحتم علينا الإجابة بطريقة معينة , لأن الصدق والأمانة في الحوار قد يؤديان الى نفس النتائج . فالقدرة على النظر الى الموقف والشعور بة كما يراة الطرف الآخر , وتفهم وجهة نظرة , والشعور بمعاناتة واستباق حسن الظن , والامتناع عن اصدار حكمنا أو القيام بالدفاع عن من نعرفهم أو حتى لا نعرفهم , لمجرد أن مايقال يمس الإنسانية ويلوثها , اصبح من سابع المستحيلات .
هل من الأخلاق أن ترسل برسالة جارحة تضمن بين سطورها ما يتعس غيرك , بتوقيع فاعل خير ؟
وهل من الأخلاق أن تعرف أسرار غيرك وتنقب عنها لتعلمة بعد ذلك بأنك تعرف الكثير عنة لغاية في نفسك ؟
أو أن الاخلاق تتطلب منك أذا رأيت منكراً تقوم بنشرة عند القريب والبعيد وتفضح ماسترة الله ؟
وهل الاخلاق أن تقدم نفسك باسم وشخصية مستعارة , وبعد أن تحصل على ماتريد تكشف القناع عن شخصيتك الحقيقية ؟
وما يؤلم في كل ماسبق أنك ترى بعض هؤلاء وهم يؤدون صلاتهم ويتعبدون , فيهم من يمسك بيدية المسبحة ليسبح الله طوال الوقت , نسو أن الرسول علية افضل الصلاة والسلام قال ((انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق ))
فأي أخلاق هذة التي يسيرون عليها ؟ وأي تهاون هذا الذي لم يجعلهم يفيقوا من غفلتهم إن الأخلاق كاملة ولا يمكن أن نجزئها مهما كان , فالدين عبادة , والعمل عبادة , وحسن الخلق عبادة , ولا يمكن لإنسان يخاف الله ويؤمن بمنهجه وتشريعه , ويعرف حدودة , أن لا يفرق بين العبادات والطاعات والمعاملات , وهي أمة سيدنا محمد , أن ينتحل شخصية الخير والبر والعدل أمام الناس ومن وراء ظهورهم هو شيطان خبيث .
قبل الختام
نحن في عصر بدأت تتآكل فيه المبادىء والتي كانت فيما مضى لا تهزها حتى الزلازل والبراكين . وأصبح مع الأسف التغير والتبدل والتطور من السمات الغالبة لعصرنا في جميع النواحي والمجالات حتى وصل إلى القيم والسلوك والأخلاق وزاد الوضع تعقيداً انهيار القدرة وإذا لم يجد الأنسان أمامة القدوة الحسنة التي يقتدي بها فإنة يتخبط ذات اليمين وذات الشمال بلا هدف واضح يسير علية وكأنه خلق ليأكل ويشرب وينام ويرفه عن نفسه
