إنَّ الدِّما للغدرِ بالمرصاد

يا أيُّها الإنسانُ .. ما الذي دعاك أنْ تغتَّرَ بالرَّبِّ الكريم؟
يا أيُّها الإنسان .. ما الذي يدعوكَ للتقتيل والتعذيب والتغريم؟
يا أيُّها الطُّغيانُ .. ما تَركتَ من إنسانيةِ الإنسان شيئاً يستقيم!
لم ترتدعْ عن سفكِ دمٍّ ..
بدماءٍ بارداتٍ .. بردُها .. يُصْلي الجَّحيم
تاريخُكَ العاري من الأخلاقِ عارٌ مُستديم

يا أيُّها الإنسانُ كمْ قتَّلتَ من شبابٍ كالورود!
كمْ جالَ أطفالٌ على القتلى بدمعٍ لا يَجود!
وكمْ أمٍّ سَعَتْ بينَ الضَّحايا تلطِمُ الخدود!
كمْ هُجِّرَتْ أُسَرٌ، أوَتْ قهراً إلى خلْفِ الحدود!
كمْ صرخةٍ نادَتْ: أيا إنسانُ .. حقِّي في الوجود!

يا قُدْسُ يا مدينة الأديانِ يا أرضَ السَّلام
لا قصفَةُ الزيتونِ قدْ نَفَعَتْ ولا هَدْيُ الحمام
والشَّرُّ حاقَ بأهلِكمْ .. يا أمَّةَ الإسلام
مُدُّوا إلينا عونَكمْ، باللهِ يا نُوَّام
فنومُكمْ، يا قاعدينَ، أخجَلَ الأصنام

يا أمَّتي .. لا نصرَ إذ يُستنصَرُ الحُكَّام
فهُمْ على عُروشِهِم قد ختَّموا الأختام
لا حيدَ لا محيصَ لا شروعَ لا إقدام
وليسَ غيرَ اللهِ في جهادِنا إمام
فمن توخّى النَّصرَ عند اللهِ لا يُضام

قد أوغَلَ العدوُّ في التنكيلِ والتدمير
وكلُّ صَنفٍ من صنوفِ الفَتْكِ يستعير
والقومُ .. لا مَلِكٌ يثورُ ولا أمير
إنْ يُستَجارُ النَّذلُ يُؤوينا على حصير
وليس بعدَ ذاكَ الخُزْيِ من شيءٍ يُضير

قوموا إلى مُدَبِّرِ العِباد
وهيئوا بِطانَةَ الجِّهاد
وثبِّتوا الحزامَ والقياد
فقد نادى إلى الوغى مُناد
إنَّ الدِّما للغدرِ بالمرصاد

14/1/2009