غزة.... والديمقراطيات

أبطالُ العدالةِ ، وحُماةُ الديمُقراطيّاتِ ، يقتُلونَ ويغتالونَ غزّةَ ... وهمْ لا يحْزنونْ .
فافرحي يا صحافةَ العالمِ المتنوّرِ بعمى البصيرةِ والأخلاق ، لمن شاؤوا أنْ يروا ، ويُحمّلونَ وِزرَ الجريمةِ للقتيلِ الشهيدْ ، لتبقى مِنْ رؤوسهم وعيونهم وأقلامهم تتقطّرُ دِماءُ الأبرياءْ ، وتنتقلُ الرسائلُ الكاذبة من حظائرِ الاحتلالِ والطُغيان .

حظائرُ الذينَ رضِعوا الوصايا العشر وخبئوا بينَ حِجارةِ حائِطِ البُكاءِ كُلّ أمنياتِ الموت .

ألمْ يَقُلْ لهم ربُّ الجنودِ : حَذارِ المساسَ بمملكةِ ربّ الأربابِ أو أيّاً من سائِمتها ... فربُّ الجُندِ سميعٌ شفيعْ .

فها هي أوطانُ الشُهداءِ تبحثُ عنْ أوطانِها التي استُشهِدَ فيها حتى تُرابُها في ليالي العبورِ من عامٍ لِعامْ ، ولسنَةٍ مُضرّجةٍ بدماءِ أبناءِ كنْعانْ .

وها هي غزّةُ الغرّاءُ الصامدةُ في دمائِها وحدها تُقاوِمُ الظُلمَ والعدوانْ ، والعالمُ مِنْ حولِها في صمتٍ مُخيفْ لأنَّ مَنْ يَهُنْ يسهُلُ الهوانُ عليه..

ويبقى الفلسطينيونَ وحدهمْ يحصدونَ ثِمارَ مكاتبِ التنسيقِ واتفاقيّاتِ التطبيعِ وتبادلِ السفراءِ وهدايا النفطِ والغاز ..

أمّا نحنُ .. فيكفينا الجلوس المُستكين أمامَ أجهزةِ التلفزةِ الحمراء السابحة بالدماءِ ، والسكرى بخمرِ النفطِ ، والناطقةِ بلسانِ المُزايدينَ المُطبّلينَ بطبولِ الاتفاقياتِ المشبوهةِ .

نعم يكفينا الجلوس المُستكين وممارسةِ فعلِ المُشاهدةِ القسريةِ لأعراسِ الدم وحلقاتِ رقصِ الذبيحة ، وزغاريد أم الشهيد وهي تصرخُ : هذا أوانُ الشدِّ فاشتدّي زِيَمْ .

فيا ثكالى فلسطين ... لا تأملوا أنْ يأتيكم أحدٌ على بساطِ الريحِ ولو لنجدةِ طفلٍ رضيعٍ فقدَ أماً لهُ .

فلا تأملوا شيئاً مِمَنْ قدّموكمْ قرابيناً وهدايا العيد أمامَ مذبحِ إسرائيلْ .

ويا أرواح الشُهداء الأبرار : بلسانِكم ونيابةً عنكم سأعتذرُ لمنْ أفسدتمْ عليهم رقصاتَ وحفلات السهر ليلةَ رأسِ الدمِ وعندَ أعتابِ الخيانةِ الموصوفةِ .

فإلى متى سيبقى هذا الدمُ الفلسطيني المُعتّقُ خمراً للحاقدين ، ولغة المزادِ السياسي للمتطمنطقينَ بالأوهامِ والخرافاتِ التاريخيةِ المتراكمةِ حولَ ذاكرةِ المذابحِ الالهيةِ وسباقاتِ التوحّشِ والمُقامرةِ والفساد ، والتي تُنذرُ بخرابٍ عالميٍ وشيكْ سعى إليهِ أصحابُ الرهانِ حولَ نجاحٍ يتيمٍ مفادُهُ : هلْ سينجحُ منْ يودّعُ بيتَ السوادِ في تحقيقِ نصرٍ بشلالاتِ دماءٍ لمن هو عصيٌّ عن الفناءْ ؟؟ فيما رائحةُ التواطؤِ والتخاذلِ تفوحُ من أكثر من عاصمةٍ أقلُّ ما يُقالُ فيها أنّها عربية وللأسف ...

مشكوره ملكه

للتوبيك

تقبلى مرورى